روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | أخاف أن أقع فيما يغضب الله.. فكيف أقضي فراغي في المفيد؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > أخاف أن أقع فيما يغضب الله.. فكيف أقضي فراغي في المفيد؟


  أخاف أن أقع فيما يغضب الله.. فكيف أقضي فراغي في المفيد؟
     عدد مرات المشاهدة: 2027        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم ورحمة الل وبركاته، أما بعد:

أنا فتاة في 21 من العمر، عانيت كثيراً من مشاكل الشات والتحدث مع شاب من غير بلدي وتعلقت به لدرجة كبيرة.

وبعد أن علمت أن التحدث مع الجنس الآخر حرام ابتعدت عن هذا الاتجاه تماماً، مشكلتي أنني مقبلة على الصيف يعني انتهاء الدراسة، وأجد أن وقت فراغي كبير جداً رغم أنني ألتزم بالصلاة.

وأحفظ القرآن، وأكثر من الأدعية، إلا أنني وبرغم هذا لا أجد كيف أملأ الفراغ هذا! وأنا خائفة لرجوع إلى هذا الشات وإغضاب الله، لأنه وكما قلت قلبي متعلق بالشاب، وكذلك صار عندي إدمان على الدخول للنت.

أما سؤالي التالي وبكل إحراج أنا فتاة أعاني من فرط الشهوة، والتفكير بالجنس كثيراً، وكذلك سيطرة فكرة الزواج علي، ومؤخراً أصبحت أخاف أن أتوجه للعادة السرية، وإلى حد الآن لا أقوم بها، لكن لدي خوف من الاتجاه لها.

أرجو مساعدتي بحلول واقعية.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك وأن يثبك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم.

كما نسأله تعالى أن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يحفظك كما يحفظ به عباد الصالحين، وأن يمن عليك بزوج طيب مبارك عاجلاً غير آجل، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك ابنتي الكريمة فإنه ومما لا شك أن مسألة العطلة الصيفية هاجس عظيم لكل شاب وفتاة، كيف يقضي هذا الفراغ الطويل الذي سيظل يعيش داخله لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر! وخاصة كما ذكرت أنت عندما يكون الإنسان مثلاً قد ترك شيئاً كان يملأ عليه وقت فراغه.

ولكنه تركه لله تعالى، ومن السهل الرجوع إليه، الفكرة بالنسبة له فكرة قرار، هو أخذ قراراً بالتوقف كما أنت اتخذت هذا القرار المبارك الذي أسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق وأن يحفظك من عدم القدرة مرة أخرى إلى الوراء، لأنك حققت إنجازاً عظيماً، ومثلك جدير بأن يبحث عن مشاريع أخرى يستطيع من خلالها أن يثبت أنه يحب الله ورسوله، وأنه لم ولن يسقط في كيد الشيطان مرة أخرى.

الذي أقترحه لحل مشكلة فراغ الصيف إنما هو الارتباط بالمساجد، إذا كانت هناك دروس أو محاضرات أو ندوات فحاولي أن ترتبي وقتك، وأن تجتهدي بالارتباط في مثل هذه الحلقات التعليمية الموجودة في المساجد.

إذا لم يوجد ذلك فما المانع أن تؤسسي رابطة الفتيات المسلمات في الحي الذي أنت فيه، وأن تتصلي بأخواتك الطالبات مثلاً، وأن تقوموا بعمل مشروع توعية لأبناء الحي، طبعاً هذه أفكار قد تكون جنونية من وجهة نظرك، ولكنها هي حلول لمشكلة الفراغ.

البحث عن شيء مفيد وكما ذكرت من السهل أن نجمع الطالبات الجامعيات مثل سنك، وأن نقوم بعقد فصل مثلاً لمحو الأمية حتى في المسجد نتصل بإدارة المساجد بأن يعطونا مساحة لنربي فيها الأميات أو الفتيات.

وتستطيعوا أن تستقبلوا فيها مثلاً إذا كنتم خمس فتيات أو عشر فتيات أن تستقبلوا بنات الحي الصغار تقوموا على تعليمهن أحكام الطهارة، والوضوء، وأحكام الصلاة، ومع تحفيظهن شيئاً من القرآن الكريم.

تستطيعون أن تحققوا إنجازاً رائعاً - أختي الكريمة - وتستطيعين حتى أن تبدعي إبداعاً متميزاً، وأن تكوني مشتهرة لأنك إن عملت على خدمة دين الله تعالى فهو الذي يتولى شهرتك بين الناس، كما قال النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – ( ورفعنا لك ذكرك ).

وقد يكون عملك في المسجد في مثل هذا المشروع الرائع مشروع التربية والتعليم للأطفال الصغيرات، أو مثلاً النساء الكبيرات اللواتي لم يحفظن مثلاً الفاتحة، أو غير ذلك من سور القرآن أو لم يعرفن الطهارة، أو الصلاة، أعتقد أنك سوف يسمع الناس بك ولعل زوجاً يتقدم لك الآن ويحل لك مشكلة السؤال الثاني بإذن الله تعالى.

فأقول أتمنى أن نبحث عن المساجد إذا كانت فيها أنشطة نختلط بها، ونحاول أن نطلب منهم زيادة عدد الأنشطة كالمساهمة في حفظ القرآن، وأخذ دورات في فن التجويد، ودورات في الطهارة، ويمكن أن تقترحي ذلك، وفرضاً هذا غير موجود ما المانع أن تقترحي هذا على إدارة المسجد مثلاً لماذا لا تقوموا بعمل دورات للفتيات في الصيف!

كما تعلموا دورات للشباب اعملوا دورات للفتيات، وقد لا تكون هناك دورات أصلاً لا للشباب ولا للفتيات، وتقترحي أنت ذلك وتقومي وتكوني صاحبة المبادرة في ذلك.

ويأتي ذلك كله في ميزان حسناتك ولعلها تكون سنة حسنة، فيجعل الله تعالى أجرك فيها موفوراً كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ).

فإذاً لم يكن شيء في المسجد فاعرضي على إدارة المسجد وقولي لهم نحن على استعداد أن نأتي نحفظ الأطفال الصغار مثلاً سورة الفاتحة مع أحكام الوضوء، وكيفية الوضوء، وكيفية الطهارة، وبذلك افتحي مشروعا رائع وعملاقا وخلاقا في داخل المسجد، أو في داخل الحي الذي أنت فيه، إذا لم يوجد هناك مسجد فمن الممكن أن يكون ذلك في مدرسة أو حتى في بيتكم إذا كانت الظروف تسمح.

وأعتقد أنك بذلك سوف تقدمين خدمة رائعة وعظيمة لأهل الحي وتقضين على وقت الفراغ قضاء مبرماً، وتكون المسألة بالنسبة لك مسألة سهلة بإذن الله تعالى، إذن هذه عروض أتمنى أن تقومي بها، إذا لم يتأتى ذلك فأنا أقترح مثلاً ذهابك إلى المكتبة الإسلامية.

أو المكتبة التي في بلدتكم إن وجدت واستعارة بعض الكتب والقراءة فيها، وتضعين خطة أمامك أن تقرئي مثلاً التاريخ الإسلامي كله خلال فترة الصيف، وتبدئي مثلاً من أول كتاب البداية والنهاية لابن كثير أو غيره.

وبذلك تصلين إن شاء الله إلى نهاية التاريخ أو السيرة النبوية سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه، حتى تأخذين فكرة عن تاريخ آباءك وأجدادك من الذين كان لهم في يوم من الأيام دور بارز في خدمة الإنسانية ورفع مستوى رقي البشرية، إذن من الممكن أن نوفر مشاريع في فترة الصيف نستطيع من خلالها أن نقدم خدمات للبيئة، وخدمات للمجتمع ولأخواتنا أيضاً.

بالنسبة للمسألة الثانية لا يوجد هناك حقيقة حل لهذه المسألة إلا القرار، أنت الآن بفضل الله تعالى اتخذت قراراً قوياً بأنك لا تفكري في هذا الأشياء المحرمة كالعادة السرية وغيرها، حاولي أن تستمري على هذه المقاومة أيضاً.

وأن تجتهدي كلما أتاح لك الشيطان فرصة حاولي أن تغلقيها، وأتمنى أن تراجعي الاستشارات التي تتكلم عن كيفية مقاومة الرغبة في هذه العادة السرية المحظورة، وهي بكيفية معالجة زيادة الشهوة سلوكيا 233444 - 258071 - 237271 وكذلك أيضاً كيفية وقاية الإنسان منها والتخلص منها بإذنه تعالى.

أتمنى أن يكون صيفاً مباركاً عليك، وأن تستفيدي أنت منه وأخواتك المسلمات الصالحات في المكان الذي أنت فيه، ولا مانع أن تبدئي مشروع حفظ القرآن الكريم كما أنت الآن، ولكن مع زيادة الجرعة الموجودة حتى تملئي الفراغ ....

وفقك الله!

الكاتب: الشيخ / موافي عزب

المصدر: الشبكة الإسلامية